المطران طربيه مترئساً القداس الاحتفالي في عيد مار يوسف: مجتمع اليوم يحتاج الى عيش الايمان بالله على خطى القديس يوسف



بمناسبة عيد القديس يوسف، ترأس راعي أبرشية أستراليا المارونية المطران أنطوان شربل طربيه القداس الاحتفالي في كنيسة مار يوسف كرويدن، يوم الجمعة 18 آذار، حيث عاونه بالذبيحة الالهية مدبر  الرعية الاب ايلي نخول ولفيف من الكهنة بحضور حشد كبير من المؤمنين .
وبعد الانجيل المقدس، القى المطران طربيه عظة من وحي العيد وقال فيها، "بفرحٍ روحي كبير نحتفل معكم ايها الاحباء في هذه العشية بعيد القديس يوسف شفيع هذه الرعية المباركة وشفيع العائلات والعمال، رجل الايمان والبرارة والعفاف، والمثال في التسليم الصامت لعناية الله . ففي هذا العيد المبارك نتأمل معاً بحياة القديس يوسف وخصوصاً بالرسالة التي أصدرها البابا القديس يوحنا بولس الثاني سنة 1989 تحت عنوان حارس الفادي، مذكراً بشفاعة القديس يوسف للكنيسة جمعاء. فمار يوسف الذي كان أباً محباً صامتاً للربّ يسوع، يحمي ويغذي من خبز الارض من هو الخبز النازل من السماء، يتابع اليوم مسيرة الحضور الذي يحمي كنيسة المسيح."
وأضاف المطران طربيه، "إن الجوع والعطش الى رحمة الله كبيران جداً في عالم اليوم، وهو يحتاج الى نور مار يوسف المحامي  والشفيع الذي وضعه الله على دربنا مثالاً للرحمة والبرّ. لقد دبّر القديس يوسف عائلة الناصرة المقدسة، الصورة المسبقة عن العائلة الكنسية، بسلطة أبوية فيها الكثير من الاتكال على العناية الالهية. ونحن اليوم مع قداسة البابا فرنسيس، وفي قلب سنة الرحمة، نؤمن أن القديس يوسف لن يكون محامياً عن الايمان والمؤمنين وحسب بل ملهماً ورفيقاً لعيش الرحمة مع كل مؤمن في كل مكان وزمان."
"ولعلّ اهم ما يعلمنا اياه القديس يوسف اليوم هي خبرة الايمان بالله وعيشه في مجتمع تسوده المظالم والمآسي والمصاعب على أنواعها. فالكلّ مدعو لكي يتأمل بطاعة يوسف الايمانية امام التدبير الالهي وتدخل الله لخلاص البشر. فهو يؤمن دون تردد ويطيع دون اعتراض ومساءلة. هكذا نراه في البيان عن حبل مريم العجيب، وفي الهرب الى مصر، وفي افتقاد يسوع جالساً بين العلماء في الهيكل. انه المحتجب في الظل، صاحب الشخصية المميزة والمتصفة بالجهوزية الدائمة لإرادة الربّ. لقد كان ايمانه مخرجاّ لكل أزمة او تجربة. لقد أدرك وقرأ هويته على ضوء هوية من أتمن على تربيته وحراسته."
وأكمل المطران طربيه قائلاً، "أجمل ما في ايمان يوسف البار هو طاعته النموذجية. فكما أرسل الله ابنه الوحيد الى العالم ليعمل مشيئته، ويكون مطيعاً ليوسف امام الجميع، كذلك يوسف، على خطى ابراهيم أب المؤمنين، يعمل بموجب كلام الرب فيختار شريعة الفداء ويطيع ابنه وربه. لقد عرف كيف تكون الطاعة جواباً على التردد والحيرة، فيتبنى مشروع الله ويتجند في خدمته. لقد انتدبه الله لدور الأبوة بالتبني فأطاع حتى الامحاء. إن نعم يوسف هي على مثال نعم مريم تدخلنا في صلب مفهوم العهد الجديد ومشروع الخلاص وانطلاق الكنيسة."
كما تطرق المطران طربيه في عظته الى الحملات الرامية لتشريع زواج المثليين في استراليا وتغيير مفاهيم العائلة والزواج وقال، " هناك مساع خطيرة للدفع باتجاه تشريع زواج المثليين وبالتالي خلق تركيبة جديدة للعائلات بغياب احد اعمدتها الاساسية الام او الاب، مع التشديد على ان دور الام والاب اساسي في حياة كل طفل ولا يمكن ان يُستبدل" ، داعيا المؤمنين في هذا الاطار الى اخذ المبادرة والدفاع عن العائلة بمفهومها التقليدي وذلك من خلال عيش الانجيل كل يوم في الحياة العائلية لتكون المثال الحي في المجتمع الذي نعيش فيه.
وختم المطران طربيه كلمته منوهاً بالنشاط الرعوي والرسولي في رعية مار يوسف، كرويدن، وخصوصاً بالمشروع المستقبلي الذي تقوم به لجنة الوقف تحت عناية وإشراف الاب ايلي نخول، والذي يتضمن موقف للسيارات وقاعة جديدة ومركز لحضانة الاطفال، مما سيشكل  ضمان استمرارية الرعية واعطاء اطلالة رسولية جديدة لخدمة رسالة الكنيسة المارونية في منطقة كرويدن.
كما توجه المطران طربيه بالشكر للأب ايلي نخول على خدمته لرعية مار يوسف على مدى سنتين ونصف، معلناً ان الاب نخول سينتقل، بعد عيد القيامة، الى رعية مار مارون في ريدفرن ليكون رئيس كهنة الكاتدرئية. وفي هذا السياق دعا المطران طربيه ابناء الرعية للصلاة والتضامن والتعاون مع مدبر الرعية الجديد الخوري مارون القزي، الذي سيتابع مسيرة الخدمة والحضور الرعوي والروحي في رعية مار يوسف بكلّ ايمان وجدارة.
وبعد الذبيحة الالهية انضم طربيه الى ابناء الرعية للاحتفال بعيد القديس يوسف على الطريقة التقليدية وتناول الهريسة مع الحاضرين.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق