المطران طربيه: فلنحافظ على قيمنا المارونية المشرقية بتقديم الرعاية لمسنينا

بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، احتفل سيادة المطران أنطوان شربل طربيه بالقداس الالهي في كنيسة رعية مار يوسف -كرويدن بدعوة من لجان المسنين في الرعايا المارونية في نيو ساوث ويلز يوم الأحد الواقع في 10 تشرين الأول وذلك للتأمل مع المسنين من أبناء الكنيسة المارونية بمعاني الصليب الخلاصية والصلاة على نية جميع المسنين أينما كانوا أفي البيوت ام دور الراحة ليعطي الرب حكمته ورحمته لمن هم حولهم لرعايتهم والاهتمام بهم.
وفي عظته استند المطران طربيه على كلام الانجيل في الاحد الرابع من زمن الصليب "الذي يحدثنا عن العبد الأمين حيث أن الرب يأتمننا على بيته وأهل بيته ومنهم المسنين لذلك فإن العائلة اليوم وشباب اليوم مؤتمنون على جيل المسنين.  ومن هذا المنطلق ، وبالتعاون مع لجنة الأساقفة في الكنيسة الكاثوليكية في استراليا، أطلقنا نداءاً حول المسنين بعنوان  " العدالة الاجتماعية في مجتمع يشيخ: مكان على الطاولة."
وأضاف المطران طربيه قائلاً :"عند الحديث عن العدالة الاجتماعية في مجتمع يشيخ، فإننا نفكر ببعض المسلمات في مجتمعنا البشري وهي أن الشيخوخة تتويج لمسيرة الانسان ولذلك نتأمل بأمرين، الأول هو ان الانسان بات يعيش سنوات اطول متمتعاً بصحة جيدة تخوله متابعة مسيرة العطاء والمساهمة في بناء المجتمع وهذا الامر يُعد من الانجازات المهمة للعصر الذي نعيش فيه اليوم ، ولكن في المقابل هناك الأمر الثاني الذي فيه بعض من السلبية وهو أن المسن في مجتمعات اليوم يعيش مهمشاً وخاصة في المجتمع الاسترالي حيث تتحكم الفردية والانتاجية بالمجتمع. وفي ضوء ثقافة المجتمع الاستهلاكي والانتاجي يعيش المسن ما سماه البابا فرنسيس ثقافة النفي أو التهميش لأن أفراد المجتمع يفقدون القدرة والارادة على رؤية آلام المجتمع والتعاطي معها."
وأكمل المطران طربيه " الا أننا وكأبناء للكنيسة والايمان علينا التنبه لهذه الثقافة ونحن مدعوون لنعي أن دورنا تجاه المسن هو أخذ المبادرة لرعايته والاهتمام به كما المحافظة على ما تربينا عليه في مجتمعنا المشرقي والماروني وهو أن "المسن هو محط احترام واكرام في العائلة" ومن واجبنا نقلها لأبنائنا من بعدنا فالتضامن بين الاجيال هو ما يوّلد مجتمع سليم وعائلة سليمة. وانطلاقاً من قيمنا المارونية والمشرقية، تعمل ابرشيتنا على انشاء المزيد من دور المسنين ومنها دار الراحة في كنيسة سيدة لبنان هاريس بارك وآخر في كنيسة مار شربل للمساهمة وبطريقة عملية في الاهتمام بمسنينا."
وختم المطران طربيه كلمته بقصة رواها البابا فرنسيس والتي منها استوحى مجلس الأساقفة الكاثوليك تسمية بيانهم " مكان على الطاولة " داعيا أبناء الكنيسة الى التفكير برسل الرحمة ومنهم القديسة تريرزا دو كالكوتا التي انطلقت نحو خدمة الفقراء والمهمشين، كانت كثيرة الفعل قليلة الكلام. وتروي القصة أن عائلة مؤلفة من اب وام وولدين بالاضافة الى الجد كانوا يعيشون سويا ويتناولون الطعام كل مساء كعائلة واحدة وعلى مائدة واحدة الى أن اصبح الجد عاجزا ففكر الابن أن والده لم يعد يستطيع تناول الطعام بطريقة لائقة بسبب تقدمه بالسن فقرر أن يضعه في المطبخ ليأكل بمفرده بعيداً عن العائلة. فأقدم على شراء طاولة صغيرة ووضعها له في زاوية المطبخ لتكون مائدته. وبعد فترة من الزمن وجد رب العائلة ابنه ومعه بعض الأخشاب وهو يحاول بناء شيء لوحده، فدفعت الحشرية بالأب الى الاستفسار عما يحاول ابنه فعله، فأجابه الطفل أنه يبني له، أي لوالده، طاولة ليأكل عليها وحده عندما يشيخ! العبرة منها أننا كلنا مدعوون الى احترام الانسان والمسن والدعوة الى التضامن و وأن نكون مثالاً لمن هم حولنا في عيش المحبة."
وبعد القداس الالهي، التقى المطران طربيه والمسنون على مائدة غداء للاحتفال باليوم العالمي للمسنين.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق