الأب الدكتور ميلاد عبود يحاضر في سيدني عن لبنان التعددي نموذج للشرق والغرب


شدد الأب د. ميلاد عبود في كلامه على ضرورة السعي من اجل تحقيق التقارب الأنساني والتعايش من خلال قبول الآخر مثلما هي الحال مع النموذج اللبناني بالرغم من بعض الشوائب التي يعاني منها. 
برعاية وحضور سيادة المطران انطوان شربل طربية، وبدعوة من المركز الماروني للأبحاث والدراسات وجمعية بطل لبنان يوسف بك كرم الزغرتاوية، حاضر الأب الدكتور ميلاد عبود في قاعة كاتدرائية سيدة لبنان في هاريس بارك سيدني عن "لبنان التعددي نموذج للشرق والغرب" امام حشد من ابناء الجالية يتقدمهم عدد من الأباء الأجلاء وممثلون عن  تيار المستقبل والقوات اللبنانية وحركة الأستقلال وتيار المردة والجمعيات ورؤساء تحرير النهار انور حرب والمستقبل جوزيف خوري والهيرالد انطونيوس بو رزق وفريق تلفزيون تيلي لوميار. 
افتتح المحاضرة المطران طربية بصلاة ومن ثم كلمة تمهيدية بليغة لرئيس المركز الماروني للأبحاث والدراسات الدكتور جان طربية ومن بعده قدم سركيس كرم للأب عبود وكانت كلمة شكر القاها رئيس جمعية بطل لبنان الزغرتاوية جوزيف المكاري ومن بعدها أدار بيتر خوري فترة طرح الأسئلة من قبل الحضور على المحاضر. 
استعرض الأب عبود هوية لبنان ودوره وميزته وصيغته الفريدة شارحاً مستويات العيش المشترك المختلفة والفرق الكبير بين العلمنة الايجابية المتبعة في لبنان والتي لا تلغي الممارسة الدينية وبين العلمنة السلبية التي تلغي الممارسة الدينية وتعمل على تغييب الدين كليا وتميل نحو الألحاد كونها لا تعترف اطلاقًا بدور الدين في المجتمع.  وقال ان "العيش المشترك في النظرة المسيحية لا يكون فقط مع المسلمين وانما مع كل البشرية، لأن يسوع حمل أوجاعنا، والكنيسة تحمل وتساعد المتألم والموجوع. 
وشرح الأب عبود الفرق بين الهوية القاتلة الرافضة للغير والمعطلة للأنفتاح والهوية اللبنانية المنفتحة المستندة الى عروبة لبنان الحاضنة والمنفتحة على الثقافات الأخرى. "وعزز هذا الأنفتاح في لبنان ان كل طائفة فيه تمثل قيمة مضافة. فالسنة يشكلون صلة الوصل مع الخليج العربي، والشيعة مع ايران، والمسيحيين مع الغرب. عدا عن ان الصيغة أوصلت الجميع الى قناعة انه ليس بوسع أحد الغاء الآخر. والأكيد ان الدولة اللبنانية هي دولة غير دينية أي انها تحترم كافة الأديان لكنها لا تتبنى أي دين معين". 
وحذّر من مغبة أفراغ الشرق من المسيحيين وما يشكله ذلك من خطر على التواصل بين الاسلام والغرب، مذكرا ان الصلاة الروحية وخاصة الصلاة المشتركة في بعض المناسبات تساهم في الغاء الفكر التكفيري الرافض للآخر. 
وشدد الأب عبود على أهمية ان يقوم المسلمون والمسيحيون بممارسة التعايش في الغرب مثلما يفعلون في لبنان. ودعا المسلمين في الغرب الى الأنفتاح من دون خوف من فقدان هويتهم الدينية، وبناء على الأحترام المتبادل بين كل الطوائف وشرائح المجتمع. 
وانهى الأب عبود محاضرته بدعوة الكنائس والجوامع الى تبني الخطاب المرتكز على قبول الآخر، مشدداً على " ان حضورنا المسيحي في الشرق هو مسؤولية الاسلام كما ان الدفاع عن الاسلام هو مسؤولية المسيحيين في الغرب ". 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق